أكّد السفير الإيطالي ماسيمو ماروتي أن "الصداقة التي تربط إيطاليا ولبنان قوية، وهي صداقة متأصلة منذ القدم بين الدولتين الحديثتين ومتجذرة في إرثنا وحضارتنا المتوسطية المشتركة"، مشيرًا إلى "أننا نتطلّع إلى فرص جديدة لتوسيع صداقتنا التي أضحت أكثر أهمية في هذه الأوقات الصعبة".
ولفت ماروتي، خلال حفل استقبال أقامه وعقيلته في العيد الوطني لبلاده في نادي اليخوت - بيروت، بحضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب وممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب ميشال موسى وممثلة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن، إلى أن "برنامج المساعدة الإيطالي أخذ لصالح القوات المسلحة وقوى الأمن اللبنانية ينمو في مجالات عديدة. وعملت البحرية الإيطالية، على سبيل المثال، مع البحرية اللبنانية بشكل مكثف لمساعدتها على اكتساب قدرات أساسية جديدة لتنفيذ عمليات بشكل أفضل في البحر، انفاذًا لمسؤولياتها المهمة بغية تأمين سلامة واستقرار الفضاء البحري في لبنان، وحماية الخطوط البحرية والبيئة البحرية ومواردها".
وأوضح أن "مساعدة القوات البحرية اللبنانية تعد في اكتساب قدرات جديدة أحد أهم النشاطات الإيطالية التي تصب في دعم المؤسسات الأمنية اللبنانية. ونحن نفخر بمستوى التعاون المحقق حتى الآن. كما نلتزم بتنفيذ المزيد من المبادرات الهادفة إلى تحسين المؤسسات الأمنية اللبنانية وتعزيز قدراتها، إذ تعمل لصالح المواطنين اللبنانيين وتساهم في الاستقرار الإقليمي".
وكشف "أننا ستنطلق عملية تصنيع المنتجات الكهربائية في المصنع الجديد في أيلول بمنطقة زحلة، وفقًا لمعايير الجودة الأوروبية. وفي رأيي، يعد هذا الاستثمار المباشر من إيطاليا علامة مهمة نظرًا للصعوبة التي يواجهها رجال الأعمال اليوم في السعي وراء فرص جديدة. ويشكل هذا الأمر حافزًا للقطاع الخاص اللبناني بأكمله، لا بل إشارة ملموسة للثقة في مستقبل هذا البلد ودليل لسلطات الدولة على أهمية تحقيق التزاماتها وبرنامج الإصلاحات لتكون الاستثمارات في لبنان أكثر ربحية وتنافسية واستدامة".
وأشار إلى أن "الطريق طويل، ويتوق التعاون الدولي إلى العمل مع لبنان لمساعدة الحكومة في خططها للنهوض بالاقتصاد وتعزيز الاستقرار وتحسين الحوكمة وتقديم التسهيلات للقطاع الخاص والنشاط الصناعي، إضافة الى المساعدة في حماية البيئة، ألا وهو التحدي الأساسي للشعوب والحكومات في العالم بأسره".
واعتبر أنه "من المهم جدا بالنسبة إلى كل دول منطقة البحر المتوسط أن ينجح لبنان. وبالنسبة إلى إيطاليا، من المهم أن ينجح لبنان في حماية إرثه الثقافي وتعزيزه. ومن المهم أيضًا أن يؤدي اللبنانيون دورهم في هذا الجزء من العالم، وتبقى مؤسسات الدولة متيقظة وناشطة متمتعة بدعم الشعب والتعاون المستمر مع العديد من الشركاء الدوليين. لقد كانت إيطاليا، وستبقى بجانب لبنان طوال هذا المسعى المهم".